0 فيلم على جثتي


أحمد حلمي الفنان المبدع؛ من الممثلين القلائل المعاصرين الذين أتابع لهم أعمالهم السينمائية، وأجد أنه يجمع ما بين المتعة الفكاهية وبين الرسالة الفنية. في السنوات الأخيرة لمست أنه فعلا شخص مبدع من خلال ما يتحفنا به من أعمال، ومن وقدرته وتمكنه من تقمص الشخصيات المختلفة، والمتناقضة ببراعة، بل بموهبته في التأثير على المشاهد.
من الأعمال التي أعجبتني كثيرا فيلمه (عسل اسود)، وأعتبره من أروع ما قدمه. وكذا فيلم (اكس لارج)...

شاهدتُ أمس على قناة يوتيوب عمله الأخير (على جثتي)، وهو فيلم تدور أحداثه حول شخصية رؤوف التي يتقمصها الممثل أحمد حلمي، وهي شخصية مهزوزة نفسيا. يشك -رؤوف- في كل من حوله وفي الأقربين إليه، سواء في زوجته أو في ولده الوحيد، وفي الذين يعملون معه. يحدث له حادث يدخل بسببه في غيبوبة لينتقل بعد ذلك إلى عالم الموت، ومن خلاله يشاهد المجتمع بشكل مختلف، ويكتشف أمورًا لم يكن يعلمها بناء على قاعدة الشك التي يبني عليها معطياته، لكن في النهاية يصل إلى أنه أخطأ في كل توقعاته، وأن رؤيته للناس وللمحيطين به من زاوية الشك، ظلم لهم جميعا.

فيلم جميل وقصة جميلة، وتشبه إلى حد ما قصص الأفلام الغربية بناء على معتقد سارٍ في الغرب أن الروح التي تُـقتل لا تُرفع إلا بعد أن تأخذ بثأرها، أو كمثل هذا... لكن هذه الجزئية في (على جثني)، هي مُتناولة بشكل مختلف، فالشخصية حبيسة ما بين الحياة والموت وهي تبحث عن الحقيقة لتجد أنها قد ظلمت كل من حولها. وهذا يبدو كنوع من المراجعة الذاتية للنفس من خلال تجربة الموت.

ما لم ينتبه له المخرج في الفيلم هو مشهد بسيط جدًا قد لا ينتبه له المشاهد أيضا. إذ أن في الفيلم التقى أحمد حلمي (رؤوف) بحسن حسني (نوح)، وسُرّا معا، لأنّ كل واحد منهما وجد من يبادله الحديث، ويرد عليه... وبعد حديث طويل، أراد حسن حسني أن يثبت لأحمد حلمي أنهما ميتان، فأخذه إلى محل حلاقة وأوقفه أمام المرآة لينظر هل يرى نفسه أم لا. فاكتشف رؤوف في النهاية أنه غير موجود في الواقع، فاقتنع بعدها أن رفيقه على صواب. لكن المخرج لم ينتبه إلى أنه حين مرّ الاثنان أمام زجاج المنزل (شاهد 46:52) انعكست صورتهما عليه. طبعا لم يكن الظهور بارزا بل خفيفا وسريعا لأنهما كان يركضان، لكنه في اعتقادي خطأ في الإخراج، مادام في البداية وردت مسألة عدم انعكاس صورتهما على المرآة والزجاج لأنهما ميتان.

رابط مشاهدة الفيلم
http://www.youtube.com/watch?v=a6TfYiR2HjU

رشيد أمديون

0 التعليقات:

إظهار التعليقات

إرسال تعليق

لا بأس أن تخالفني الرأي بأسلوب هادئ، فكل رأي يحتمل الصواب والخطأ.

 
Free Web Hosting