ومن بين الشخصيات التي تركت أثرها في الثقافة الشعبية المغربية الشيخ عبد الرحمان (الرحمن) المجذوب، تلك الشخصية التي أثرت الأدب العامي بألوان جميلة من الزجل الذي سمي بالرباعيات، تنقله المغاربة عبر الأجيال وحفظه الكثيرون، حتى صاروا يستعملونه في كلامهم حين يضربون الأمثلة.
سأحاول هنا أن أضع بعضا من رباعيات عبد الرحمان المجذوب مع شرحها بالفصحى، وقبل ذلك أود أن أعرف بالمجذوب حتى لا تبقى هذه الشخصية غامضة في ذهن الكثيرين وخاصة وأن من الناس من يعرفه بالاسم فقط ولا يدري عنه الكثير.
أبو محمد عبد الرحمان بن عياد بن يعقوب بن سلامة بن خشان عرف بالمجذوب أو سيدي عبد الرحمان المجذوب، وهو شاعر وصوفي مغربي.
كان دور المجذوب في عصره كدور المثقف أو القوال الذي ينطق بالحكمة ولا يجامل أحدا ويحاول أن يوقظ النائمين من غفلتهم ويصلح أحوال الناس التي فسدت...فهو يقول:
ناضُوا قلوبْ المحَنّــة ورقْدو قلوبْ البهايم
عيطت تعني: ناديت وصِحت ودعوت، فأجابني الغافلون عن مصالحهم الدينية والدنيوية الذين فيهم ميل إلى الخير والرجوع إلى الصواب، وأما المفلسون أرباب الشهوات الذين غاصوا فيها كالحيوان فلم يستمعوا لي.
طَاقُوا عْلَى الدّين تَرْكُــــوه وَتْعاوْنُوا على شْريبْ القْهَاوي
الجبح هو: ما يسمى في اللغة العربية الفصحى خلية النحل، والمعنى ظاهر يعني أنهم اعتنوا بالظاهر فتزينوا باللباس الفاخر وتركوا الباطن لا نية صالحة فيه، ولهذا لم يهتموا بتهذيب نفوسهم وتربيتها.
لاَ تَتْكلّم حتى تْخَمّـَم لاَ تْعُود لَكْ فْضيحَـة
لا تسرج تعني: لا تجعل السرج على الفرس قبل أن تجعل له اللجام، واعقد الحزام عليه بعقدة متينة قوية لا تنحل. لا تتكلم في مسألة قبل أن تتأمل فيها جيدا وإلا رجع عليك قولك بالفضيحة والعار.
إرسال تعليق
لا بأس أن تخالفني الرأي بأسلوب هادئ، فكل رأي يحتمل الصواب والخطأ.