29 الفرس والتبوريدة

قال تعالى في القرآن الكريم:
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً {1} فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً {2} فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً {3} فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً {4}لعاديات
{ زُيّنَ لِلنّاسِ حُبّ الشّهَوَاتِ مِنَ النّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذّهَبِ وَالْفِضّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَاللّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }. 14 آل عمران.

للفرس الأمازيغي في المغرب مكانة مهمة إلى جانب الفرس العربي الأصيل، فلكلهما تاريخ عريق في ساحات المعارك والقتال فقوتهما وشجاعتهما جعلت منهما صنفين من الجياد التي تحتل الصدارة.

ويعرف الفرس الأمازيغي برأسه الكبير وظهره الطويل، وسيقان طويلة، كما يبلغ طوله من الأنف إلى الذيل ما بين 140 إلى 150 سنتمتر. ومن ألوانه الشائعة الأسود والرصاصي والبني ، وهو يقظ وشجاع.  ويوجد في شمال إفريقيا بكثرة.


أما الفرس العربي فهو يعرف برأسه الصغير وأفخاذ وسيقان قوية، يتميز بالشجاعة والقوة والذكاء.
طوله من الأنف إلى الذيل 140 سنتمتر.
لونه بني ورصاصي، ويوجد في الجزيرة العربية بكثرة، وفي أسيا بشكل عام.


 اعتنى المغاربة من قديم الزمان بالفرس واحتل في حياتهم مكانة خاصة... ومع مرور الزمن تشكل في الأوساط الشعبية ما يسمى "بالتبوريدة" وهي فن من الفنون التي يتميز بها المغاربة،
وهي عبارة عن سباق جماعي بالخيل لمسافة طويلة ثم يتم إطلاق البارود بشكل جماعي ومنظم.
وسميت عروض "التبوريدة" بهذا الاسم نسبة إلى البارود الذي يطلقه الفرسان من البنادق في نهاية كل مرحلة استعراضية.
ولهذا الاستعراض ارتباط قوي بالتاريخ... بحيث إن كان اليوم عبارة عن فلكلور يقام في أغلب المناسبات وخاصة الوطنية منها، فهو يرجع من الناحية التاريخية إلى القرن الخامس الميلادي عندما كانت القبائل تجري اختبارات لفرسانها تختار من خلال المسبقات التي تنظمها الفارس الأفضل ليدفاع عنها أو لتضمه إلى الجيش، فيتطوع كل من يريد أن يُظهر كفأته في ركوب الخيل واستعمال السلاح فوق الفرس، ومع مرور الزمن أخذ هذا السباق هذا الشكل المعروف عليه اليوم.
ويحتاج فن" التبوريدة" إلى تدريب كبير ومستمر من أجل ترويض الجواد على طريقة دخول الميدان والعدو في انسجام تام مع باقي الخيول.
يكون لكل فرقة استعراضية شيخ أو رئيس وهو المسؤول عن تنظيم الفرقة عند خط البداية وإعطاء إشارة الانطلاق وإشارة الوقوف الذي يعد بمثابة سيطرة على الجواد، وتكون الإشارة النهائية بإطلاق الرئيس طلقة من بندقيته التقليدية، وبعد ذلك يعود الفرسان إلى نقطة الانطلاق ليكرروا العملية من جديد، ويستعرضون مهاراتهم أمام الجمهور.





مع تحيات أبو حسام الدين من المغرب

29 التعليقات:

إظهار التعليقات

إرسال تعليق

لا بأس أن تخالفني الرأي بأسلوب هادئ، فكل رأي يحتمل الصواب والخطأ.

 
Free Web Hosting