16 الصيام والإفطار العلني!


هل الإفطار في رمضان بشكل علني يعتبر حرية فردية؟ (والمرجو التركيز على كلمة علني)
سألت نفسي هذا السؤال في الوقت الذي قال فيه أحد مؤسسي مجموعة "حق الإفطار في رمضان" على الفيسبوك في تصريح - لبي بي سي- "إن فكرة فتح النقاش حول الإفطار العلني في رمضان ليست استفزازا لأي كان وليست تحديا للثوابت والمقدسات المغربية وإنما هي الحق في ممارسة الحرية الفردية لمن لا يعتقد في عقيدة الصيام". المصدر

أعضاء هذه المجموعة يقولون إنهم يطالبون فقط بحقهم في عدم الصيام ما دام الدستور المغربي ضامن لحرية العقيدة في احد فصوله. لكنهم في الوقت نفسه ينفون عن حركتهم توجيهها أي دعوات للمغاربة بعدم الصيام ويؤكدون أنهم يمارسون حقهم ولا يقولون لأحد لا تصم. هذا ما يفسره احد أعضاء الحركة الذي يطالب مثلا بـــ " حذف الفصل 222 من القانون الجنائي الذي يجرّم الأكل علنا في رمضان". و يضيف أن " المطالبة بحذف هذا الفصل، ليس دعوة عمومية الأكل خلال شهر رمضان علنا." المصدر
حقا وكما يرى المغاربة أن الإفطار في شهر رمضان قد يكون حرية شخصية ولكن أن يتحول إلى فعل علني فهذا ما استفزني ويستفز أغلبية المغاربة.
وللعلم هذه هي السنة الثانية على التوالي التي تطالب فيها هذه الفئة القليلة جدا بحق الإفطار العلني خلال شهر رمضان في المغرب، ونقلا عن موقع - بي بي سي - أنه قد تم اعتقال ستة شبان منهم في السنة السابقة، وفي هذه السنة دعا الشيخ عبد الباري الزمزمي في تصريح له نشره موقع - بي بي سي - إلى أن تتدخل السلطة لإيقافهم قائلا: هذا استفزاز للمجتمع واستفزاز للمسلمين. الأكل في الشارع في رمضان عمل محرّم. إذا هو منكر يجب على السلطة أن تغيّره". المصدر

إنه غريب فعلا أن تُقدم مجموعة قليلة على المطالبة بمثل هذا الفعل، بدعوى حرية العقيدة، وأنها لا تعتقد بالصيام!
ورغم ذلك فلهم حريتهم فلا إكراه في الدين فمن يريد أن يفطر فليفطر فالله هو من سيحاسبه ولسنا نحن، ولكن في الاتجاه الأخر فلنا الحق أن نطالبه باحترام اعتقادنا (فإذا بليتم فاستتروا)، أم إنهم كما يدّعون لا يريدون أن يقعوا في النفاق الاجتماعي بحكم أن هناك من يفطر ولكن لا يعلن، فينافق الناس...بالله عليكم أهذا منطق؟
ثم إن هذا السلوك هو سلوك غريب على المجتمع المغربي الذي يتشبث بالعقيدة والشريعة الإسلامية، ويكنّ احتراما لفريضة الصوم، وحتى المدمنون على الخمر والمخدرات يمتنعون عن تعاطيهما في شهر رمضان، وهناك سلوكيات كثيرة تتغير في هذا الشهر وهذا يدل على مدى تغلغل قداسة فريضة الصوم في نفوس المغاربة، فكيف سيقبلون مثل هذا الفعل الذي ليس من دينهم ولا من ثقافتهم ولا من عرفهم، كما أن القانون المغربي يجرم فاعله.
هناك بين المغاربة أقليات يهودية مغربية وأخرى مسيحية تمارس عقائدها بكل حرية وهؤلاء يحترمون مشاعرنا الإسلامية ومعتقداتنا كما إنهم يحترمون شهر رمضان فلم يسبق لهم أن دعوا إلى ما تدعوا إليه هذه الشرذمة القليلة.

الحقيقة أن هذا يثير الاستغراب! فبينما تجد مواطنون يطالبون بحقهم المشروع في التعليم وفي العمل وفي تحسين وضعيتهم المعيشية، وغيرها من المطالب المعقولة تجد آخرون يطالبون في حق الإفطار العلني في شهر رمضان (وعيش نهار تسمع خبار).

16 التعليقات:

إظهار التعليقات

إرسال تعليق

لا بأس أن تخالفني الرأي بأسلوب هادئ، فكل رأي يحتمل الصواب والخطأ.

 
Free Web Hosting