26 القس الأمريكي وحرق المصحف



عزم القس الأمريكي" تيري جونز" على أن لا يتراجع عن خطته لحرق نسخا من المصحف الشريف وذلك في يوم السبت المقبل في ذكرى هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.
رغم أن هذا العمل الذي سيقوم به هذا القس عارضه فيه عدد كبير من المسحيين ومن بينهم باب الفاتيكان وزعماء دينين وغيرهم إلا أن القس مُصر على هذه الإساءة القوية وصرح في مؤتمر صحفي أنه تلقى العديد من التشجيع كي يرفض التراجع، وأن مؤيديه يرسلون نسخا من نصوص القرآن الكريم إلى الكنيسة.

ويعتبر هذا العمل الشنيع بالنسبة لنا نحن كمسلمين أكبر إهانة، ويبدو أن الغرب يمضي حقبا في الإساءة إلى معتقداتنا ومقدساتنا، وخاصة وأن أمريكا التي كانت تدعو إلى السلام وإلى التعايش الديني بدأت تكشر عن أنيابها أكثر وبدأت الأمور تأخذ مجرى أخر وبدأ يظهر بوضوح ما صرح به جورج بوش الابن في خطابه السابق بأنه يريدها حربا صليبية، وهاهي الآن الأمور تأخذ شكلا دينيا محضا فحرق المصحف من طرف الكنيسة الأمريكية هي بمثابة حرب تحت ظل الصليب.

"ويذكر أن القس جونز قال إن الإسلام "من عمل الشيطان"، واعتبر أن القرآن الكريم مسؤول عن هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001." المصدر

وفي تصريح منه لقناة"سي أن أن" "قال أن كنيسته تدرك جيدا أن الخطوة ستكون هجومية خصوصا للمسلمين، معتبرا أن الرسالة موجهة إلى من وصفه بالعنصر الأصولي في الإسلام وليس للمعتدلين". المصدر

الغريب في الأمر أنه يريد أن يرد على من يصفهم بالأصوليين بحرق كتاب الله الذي يقدسه حتى من يصفهم بالمعتدلين، وكأن المسلمين المعتدلين لهم مصحف مختلف عن الذي يملكه الآخرون.

إن حرق كتاب الله المقدس فعل إجرامي وعنصري وعاقبته وخيمة وهو لا يعالج شيءا ولا يعد إلا عملا تهوريا لا مصلحة فيه إلا إن كان حقدا ضد الإسلام والمسلمين، بل إن هذا الفعل سيزيد الطين بلة، ويخلق أحقاد أخرى فوق التي كانت، وقد تكون احياءا لعهد الصراع الصليبي.
كما أنه سيسبب مشاكل كثيرة لكل أقلية مسيحية في أي بلد مسلم، مع أني أرى أن الاعتداء على المسحيين في بلدان إسلامية، وخاصة الذين يحترمون مقدستنا الإسلامية هو عمل غير لائق لأن إسلامنا لا يدعوا لمثل هذا (لا تزر وزارة وزر أخرى). فالذي يجب أن يحارب هو صاحب الفعل وليس الذي لا يد له في ذلك.

26 التعليقات:

إظهار التعليقات

إرسال تعليق

لا بأس أن تخالفني الرأي بأسلوب هادئ، فكل رأي يحتمل الصواب والخطأ.

 
Free Web Hosting