15 قراءة في كتاب مجمل تاريخ المغرب في عهد التبعية - للمفكر عبد الله العروي



بعد إنتهائي من قراءة هذا الكتاب قمت بوضع تلخيص بسيط له في سطور قليلة مع أنه كتاب عميق يحتاج إلى دراسة كبيرة جدا لما يضمه من مقارنات بين المؤرخيين وكذلك استنتاجات توضح جوانبا مما خفي عنا من تاريخنا المغربي خاصة وتاريخنا العربي عامة، وقد حاولت أن ألخص بعض الأفكار المهمة التي من أجلها كتب هذا الكتاب.
كما أن هذا الموضوع هو الذي شاركت به في مبادرة "أمة اقرأ ...تقرأ" التي غرضها التحفيز على القراءة والمطالعة، وتشجيع الشباب على ذلك.

بعد هذه المقدمة إليكم الموضوع :
كتاب مجمل تاريخ المغرب، هو محاولة لقراءة ماضي المغرب (المغرب العربي حاليا) بحكم أن من ألفوا في التاريخ المغربي القديم غربيون، ومنهم مؤرخو الاستعمار الذين كانت لهم تأويلات افتراضية وحتميات لتفسير أحدات التاريخ المغربي على حسب أهوائهم السياسية والاستعمارية، فحاول الكاتب أن ينقد تلك الأفكار الإيديولوجية التي روجها أمثال "غزيل وبالو" باسم العلم والتي تشوه ماضي المغرب خاصة وأن المتخصصين في ما قبل التاريخ جاءوا بعد المؤرخين أي بعد أن رسخت في الأذهان دعاوى الاستعمار.

قام الكاتب بالمقارنة بين نظرة التأريخ الاستعماري ونظرة التأريخ الليبرالي، كما تناول جميع أنواع المستعمرين الذي غزوا المغرب منذ ما قبل التاريخ إلى الفتح العربي، وكذلك ظروف ثورة الخوارج.
ظهر من خلال بحث الكاتب أنه إذا نظرنا إلى الوقائع من الخارج يمكن أن نحولها بسهولة إلى أعمال الدخلاء على أرض المغرب كحكم الأجانب مثل الفينيقيين و الرومان والوندال، وإذا نظرنا إليها من منظور الأهالي اتضح لنا أن هؤلاء- يعني البربر-(1) يعبرون من خلالها، وبكيفية غير مباشرة على طموحاتهم فحين يمنعون من التعبير الإيجابي فيلجئون إلى التعبير العكسي، وهذا ما جعلهم يصدون كل الغزاة الذين حاولوا أن يحكموا المغرب. كما أن البربر رفضوا بشكل مستمر وبعنف متزايد لكل استغلال أجنبي ابتدءا من الفينيقيين وحكم الرومان إلى أن اعتنقوا الإسلام حيث وجدوا في النهاية راية يحققوا فيها استقلالهم. غير أن مؤرخو الغرب لم يستسيغوا حدت إخفاق الرومان في توحيد البربر ونجاح العرب في ذلك، بحيث أنهم منذ قرون كثيرة وهم لم يستطيعوا رومنة البربر، ولكن الإسلام استطاع توحيدهم.

الكتاب دعوة إلى تجديد تأليف التاريخ وذلك بعمل جماعي يتعاون فيه باحثون من جميع التخصصات يراقب بعضهم البعض حتى لا يكون هناك سقوط في الخيال المفرط أو النسبية المطلقة.
كما أن الكتاب يستحق القراءة لأنه يفتح عيوننا وخاصة نحن المغاربة على ماضي وأحداث شهدها المغرب عبر التاريخ كله ويبصرنا كيف تناول من أرّخوا تاريخ المغرب بعقلية استعمارية محضة.

الموضوع منشور في مدونة أمة اقرأ ...تقرأ

___________________________________________________________________________________

(1) البربر هي كلمة كان قد أطلقها الرومان على كل من لا يتكلم لغتهم، وقد خصصوا بها أهل المغرب السكان الأصليون، ومع أن الكلمة يعتبرها البعض كلمة قدحية ولهذا نفضل إسم الأمازيغ.

15 التعليقات:

إظهار التعليقات

إرسال تعليق

لا بأس أن تخالفني الرأي بأسلوب هادئ، فكل رأي يحتمل الصواب والخطأ.

 
Free Web Hosting