17 الخروج الأمن

منذ سنوات معدودة طرح الإعلامي المصري الكبير عماد أديب شقيق عمرو أديب، فكرة الخروج الأمن للرئيس. كانت هذه الفكرة محط انتقادات كثيرة لما رأى فيها البعض أنها عبارة عن أن المخالفين والمفسدين مهما فعلوا ففي النهاية سيخرجون دون محاسبة قانونية ولا مُسألة، وهذا يخالف العرف والقانون. كما تسأل البعض الأخر هل هو خروج آمن أم خروج الأبطال؟ ورأى آخرون أن الفكرة من أساسها هي تحسيس الجميع أن هناك جرائم وسرقات ارتكبت وهذا في حد ذاته سبب تمسك الرئيس بالسلطة.

فكرة عماد أديب تقوم على أنه ليس من الضروري أن ينتهي حكم الرئيس إلا بالاغتيال  أو الموت، لماذا لا يكون له تقاعد مثلا، فتنتهي مهمته ويخرج أمنا هو وأفراد أسرته؟ لماذا لابد أن تكون له نهاية كنهاية بن علي في تونس حتى يتنحى عن منصبه؟ لماذا لا يخرج خروج من أدوا مهمتهم ودافعوا عن الوطن وخدموا البلد، طبعا أصاب فيما أصاب وأخطأ فيما أخطأ وهذه طبيعة البشر..
 وأضاف عماد أديب في حوار على إحدى القنوات المصرية أن الوضع الحالي الآن الذي وصلت إليه مصر لن تتحقق فيه فكرة الخروج الأمن للرئيس.
لهذا دعا الشعب المصري إلى الحوار لأن السياسة أخذ ورد وتفاوض ولا شيء يأتي بغير التفاوض. كما صرح أنه يجب أن تعطى فرصة لمثل عمر سليمان وحكومة أحمد شفيق فإن لم تكن هناك نتائج فميدان التحرير مازال وسيظل فلينزل الشعب مرة أخرى ليتظاهر... ثم إن أي رئيس سيأتي لابد أن يُوافق عليه إقليميا ودوليا...

أرى أن عماد أديب كان يبحث للرئيس عن مخرج فليس من السهل أن يتنحى عن السلطة دون أن يطالب المطالبون بمحاسبته، وهذا ما يبدو في الساحة الآن فلو افترضنا أنه تنحى عن السلطة في هذا الوضع الراهن فستكون مطالبات بمحاكمته على ما كان في عهده الذي دام 30 سنة من الحكم وستفتح ضدده ملفات كثيرة...
وهل لو رضي الشعب بالمفاوضات مع النظام كما قال بذلك عماد أديب ستكون هناك نتيجة ملموسة وتغيير فعلي؟
على ما يبدو أن الشعب المصري فاض به الكيل، ولم يعد يستحمل المفاوضة مع أحد، كل مطالبه تجتمع في إزالة مبارك من السلطة، لكن ذلك مطلب عزيز على النظام فتنحي الرئيس يعني بالنسبة له  ظلم لمجهود 30 سنة من الحكم، وهو يرى أن هذه النهاية لا يستحقها بل يستحق تكريما على ما بدل للوطن طيلة فترة حكمه، وقبل ذلك حين كان في القوات الجوية المصرية ومشاركته في حرب أكتوبر.
فهل يا ترى سيرضى مبارك بنهاية مثل نهاية بن علي؟
هذا ما ستثبته الأيام...


بقلم: أبو حسام الدين



17 التعليقات:

إظهار التعليقات

إرسال تعليق

لا بأس أن تخالفني الرأي بأسلوب هادئ، فكل رأي يحتمل الصواب والخطأ.

 
Free Web Hosting