لكل بلد صيغته التي اختص بها في تلاوة القرآن والأذان، شأن ذلك شأن هندسة بناء المآذن والمساجد.. وهي أشياء توارثت عبر الأجيال، بها تتميز خصوصية البلد وطابعه الثقافي والعلمي المتمثل في كثير من الأحيان في خصوصية المذهب فقها ومعتقدا، وخصوصية القراءة القرآنية ترتيلا ورسما ورواية، وغيرها..
لهذا اعتمد المغاربة في تدريس القرآن وقراءته على رواية ورش عن نافع، وعلى الوقف الذي وضعه محمد بن أبي جمعة الهبطي الصماتي، صاحب كتاب تقييد وقف القرآن، المتوفي سنة 930هـ ـ1523م بمدينة فاس. محافظين في ترتيله على صيغة معينة ذات طابع أندلسي؛ وربما ذلك راجع إلى تأثرهم بالرافد الأندلسي بحكم الموقع الجغرافي، وكذا الأحداث التاريخية التي ساهمت في هذا الامتزاج بين الثقافتين المغربية والأندلسية، حتى صارت مع الوقت عنصرا واحدا يصعب التمييز بينهما.
شهد المغرب قُراء للقرآن تميزوا بتلك الصيغة التي بدأت مع موجة التجديد تنقرض... وأذكر من بينهم الشيخ عبد الرحمان بن موسى ، والذي مازلت الإذاعة الوطنية بالرباط تعرض تلاوته المرتلة قبل حصة تفسير الشيخ المكي الناصري رحمهما الله.
والشيخ محمد جابر الحياني، والشيخ عبد الحميد احساين - رحمهما الله- الذي كان يقدم برنامج إذاعي كل يوم أحد بعنوان "كيف نقرأ القرآن".
إرسال تعليق
لا بأس أن تخالفني الرأي بأسلوب هادئ، فكل رأي يحتمل الصواب والخطأ.