44 هل الموت بالسم هو الحل؟

ظاهرة غريبة وعجيبة ظهرت في السنين الأخيرة في منطقة غرب المغرب، وتحتل في حيز الخطورة الجزء الأكبر، فقد لوحظ أن العديد من الناس من الأوساط البدوية قد يُقبلون على إنهاء حياتهم بكل بساطة في لحظة من لحظات الضعف أو الانفعال، ربما كانت الظروف تختلف بينهم ولكن الهدف يكون واحدا، وهو الهروب من واقع فرض نفسه بشكل من الأشكال، فيتخذون الموت بديلا. فأصبحنا من حين إلى أخر نسمع أو نشاهد وقائع يستنكرها ذوي العقول والفطر السليمة. في منطقة الغرب أصبح شرب الأدوية الفلاحية أو ما يسمى بالمبيد الحشري أمرا مألوفا، فكلما واجهت أحد مشكلة، أو خلاف مع أسرته إلا وكان الحل في نظره أن يتجرع هذا السم القاتل. حالات كثيرة يستقبلها مستوصف "سيدي علال التازي" تكون أحيانا ما بين الحياة والموت، ولكل حالة قصة معينة، وتكون الأعمار والفئات مختلفة من الشباب والشابات و الرجال والنساء. وانطلاقا من هذا المشهد الذي قد نكون تعودنا عليه، وفي ظل غياب الوعي بمسؤولية الحياة، وغياب وعي ديني فلا غرابة أن يظل المشهد يتكرر من حين إلى أخر... هل صارت الحياة رخيصة بهذا الشكل ما دامت فئة تستغني عنها بكل هذه السهولة، وتحاول أن تحل مشاكلها بمشكل أكبر؟ فتصورا أن رب بيت بعد خلاف مع زوجته عمد إلى قنينة من ذلك السم واحتسى منه جرعات، فما سيكون مصير تلك الأسرة التي سيخلفها وراء ظهره؟ ونفس السؤال يطرح إن قامت الزوجة بمثل ذلك. وكيفما كان هذا الخلاف ومهما بلغ من الخطورة فلن يبلغ خطورة موت رب الأسرة وتيتم الأبناء وترمل الزوجة.. فهل هذا هو الحل؟ لا أدري كيف يفكر هؤلاء وما نوعية تركيبة عقولهم. حقيقة أنا أعتبر من يهرب من مواجهة مشاكله بهذا الشكل ضعيفا وجبانا... وأظنه لو استعان في حل أموره ومشاكله بتلك الشجاعة التي يستعين بها في قتل نفسه لكان أفضل له من أن يرتمي في أحضان الموت فينال سخط الله بقتل نفسه عامدا متعمدا.

44 التعليقات:

إظهار التعليقات

إرسال تعليق

لا بأس أن تخالفني الرأي بأسلوب هادئ، فكل رأي يحتمل الصواب والخطأ.

 
Free Web Hosting