27 هل هو تناوب أم تغيير؟


بدأت خطوات حزب العدالة والتنمية تقترب من الحكومة بعد أن حصل على الأغلبية الساحقة في الاستحقاقات البرلمانية التي أجريت بالمغرب يوم الجمعة السابق، ومنذ تأسس هذا الحزب الذي له مرجعية إسلامية بحكم أنه منبثق عن الحركة الإسلامية وخاصة من حركة التوحيد والإصلاح ، فمنذ تأسيسه ودخوله قبة البرلمان وهو يمثل المعارضة، ورغم أنه ليس بحزب قديم فقد استطاع أن ينافس أكبر الأحزاب المغربية التي لها تاريخ في حركة التحرير المغربية كحزب الاستقلال، والاتحاد الاشتراكي، والحركة الشعبية...
في الأحداث الأخيرة حصل حزب العدالة والتنمية على نسبة عالية في الانتخابات وهذا يخول له أن يترأس الحكومة. كما أن الأنظار كلها الآن تتجه نحوه ما بين من يراه حزبا مؤهلا لتولي الحكومة وبين من يرى عكس ذلك، كما أن هناك آراء أخرى تعتبر أن العدالة والتنمية على حافة النهاية بعد مسيرة من النضال لتكسب ثقة الشعب المغربي وتغطي أغلب دوائر المدن المغربية، وها هي ارتمت في أحضان النظام لتصير حزبا مخزنيا..
هناك عدة تساؤلات تطرح ومن بينها هل ما شهدته الساحة السياسية المغربية من فوز حزب معارض دليل على أن الشعب اختار هذا الأخير عقابا للأحزاب الأخرى التي لم ترض المواطن المغربي؟ بمعنى هل هو عقاب انتخابي؟
وكذلك هل صعود العدالة والتنمية من راءه شيء أخر، بمعنى أن المغرب فتح له المجال ليُظهر أن هناك تغيرات بعد الدستور الجديد، علما أن العدالة والتنمية في أكثر من محطاتها الانتخابية كانت تشكو من التعسف وبعض الاقصاءات.. فهل هذا المشهد الأخير يعبر عن أن المغرب يحاول أن يعزز إصلاحاته الدستورية ويثبت أن هناك تغيير ملموس في الساحة السياسية؟

إن فوز هذا الأخير يفتح مجالا أخر في المشهد السياسي المغربي، وإن صح التعبير أنها تجربة جديدة. فهل يستطيع حزب العدالة والتنمية أن يكون في مستوى تطلعات المواطن المغربي، ويسير بمسلسل الإصلاح الذي يرتجيه المواطن العادي والبسيط، ويرفع التهميش والبطالة والغلاء ووو..؟؟
تلك أسئلة تدور في أدهان المغاربة وهناك من أشرق بعض الأمل في نفوسهم، وهناك من يزال مصرا على أن الحكومة الجديدة لن تضيف جديدا، وستبقى دار لقمان على حالها.

بدوري أتمنى الخير لهذا الوطن، ولا أستطيع أن أحكم على حزب هذه هي أول تجربة له، وأحسِن الظن، وفي الأيام المقبلة تتجلى النتائج وتنكشف الحقائق.
أبو حسام الدين

27 التعليقات:

إظهار التعليقات

إرسال تعليق

لا بأس أن تخالفني الرأي بأسلوب هادئ، فكل رأي يحتمل الصواب والخطأ.

 
Free Web Hosting