كان صباحا باردا حاولت أشعة الشمس الذهبية تدفئتَه عبثا، ولم تفلح في ذلك إلا قلوبا هبّت تحمل معها جمرة الحب والجمال، استجابة لدعوة تحمل دهشة البداية وبراءتها، لكن يملأها اليقين ويسكنها أمل عنيد في المستقبل..
هكذا كانت بداية اللقاء التواصلي الأول لمنتدى الإبداع الغرباوي بمدينة سوق أربعاء الغرب صبيحة الأحد الثامن من دجنبر 2012، بمقهى زهرة الغرب، وهكذا كانت البذرة تنمو واثقة جذلانة بوفرة الماء والعناية الحانية..
اللقاء كان شرارة انطلقت فكرتها من تهمُّم فضلاء ومثقفين، بواقع المدينة ودور الثقافة والفن في رد الاعتبار لها ولذاكرتها الخصبة وحلمها المشروع..
وكانت "مقهى الدعادع" الافتراضية على الفيس بوك قد شكلت منطلقا متحررا من سطوة المكان والزمان، لفعل إبداعي وتواصلي واع وهادف، ومعبأ حتى النخاع بجنون الأمل وحب المدينة.. حيث بداية الودق: قطرات من "الوابل الصيِّب" شرعت تتكاثر وتتكاثف، لتتحول في أفق قريب بحول الله لجداول وأنهار تروي العطاشى وتنشر الخضرة والبهاء..
اللقاء كان كما أراد له أهلُه: فعلا "تاريخيا" لتغيير وضعية مزرية وتهميش ممنهج يعيشه الحقل الثقافي بمدينة الراحل محمد زفزاف، فعل جاد بأفق رحب وإرادة واعدة، يبدأ متواضعا ليسمُقَ ويشمُخَ، حيث يبدأ الزلزال مع حركة جناحي الفراشة بتعبير الشاعرة الإماراتية خلود المعلا..
القاص المتألق مصطفى الكليتي، الفنان التشكيلي والمسرحي فؤاد العنيز، الشاعر والتشكيلي نور الدين برحمة، المفكر والكاتب مصطفى شقيب، القاص النازف حميد الراتي، الخطاط والتشكيلي محمد برواين، المثقف والجمعوي الخليفي زعراط، الفنان التشكيلي إدريس ماطو، والروائي والشاعر عبد القادر الدحمني..، كلهم جاءوا، وآخرون حبستهم أعذار ظروف قاهرة..
كانت البداية تعارفا شبه معمق مع الحاضرين، تم فيه نبش خطى البدايات ولحظات الاشتعال الأولى عند كل مبدع، وكذا رصد المنعرجات واللحظات الأكثر إشراقا، ثم تلا ذلك نقاش عميق حول شروط التأسيس لفعل ثقافي وازن بخلق إطار جامع لكل المبدعين على اختلاف فنونهم وألوانهم، وفي الأخير تم تبني مجموعة من المشاريع المقدمة برؤية استراتيجية تتجاوز "الموسمية" وتكسر "العقلية الانتظارية" لتنخرط في فعل ميداني بنائي مستمر..
وبعد تقرير الخلاصات العامة وأخذ انطباعات الحضور وتقييماتهم اختتم اللقاء على الساعة الثانية زوالا.
مرسل من طرف:
القاص المغربي حميد الراتي
ابن مدينة سوق الأربعاء الغرب
إرسال تعليق
لا بأس أن تخالفني الرأي بأسلوب هادئ، فكل رأي يحتمل الصواب والخطأ.