26 بركاتك يا سيدي علال التازي


قد يدرك كل زائر للمقبرة الموجودة بقرب ضريح سيدي علال التازي على تراب جماعة "سيدي علال التازي" بإقليم القنيطرة، أن موتى هذه المقبرة ينعمون بما لا ينعم به أحياء الجماعة أنفسهم، فعلى الأقل أن أولئك الموتى قد وجدوا ما وعدهم ربهم حقا، أما الأحياء - الجماعة- فلا شيء تجدد أو تبدل بالنسبة لهم مع تناوب أعضاء المجلس المحلي لجماعة منهوكة فقيرة، متأخرة في تقدمها عن باقي مناطق المغرب تأخرا واضحا للأعمى.

إن المُقارن بين تاريخ "سيدي علال التازي" وبين تقدمه يدرك أنه لم يخطُ إلا نصف خطوة عن ما كان عليه سابقا، فبطؤه في مجال التنمية، وفقر في المشاريع ووالرشات، وانعدام المرافق العمومية الأساسية كدار الشباب التي مازلت حلم أكثر الشباب، وتوقف مشروع الحمام العمومي بسبب البنية الهشة، إلخ...، هذه وغيرها دليل على هذا التأخر الذي تعانيه القرية منذ عقود طويلة، ومازال...؛ أما عن الحلول المبذولة ظاهرا فلا تعدو أن تكون سوى رتوش، كمحاولة وضع الجير على حائط هرم أوشك أن ينهار.. لأنه مادامت البنية التحتية غير مؤهله ومع انعدام قنوات الصرف الصحي فكل ما قد يعتبر إصلاحا فما هو في الحقيقة إلا محاولة تزويق الظاهر مع الخراب في الباطن. كما أن أغلب أفعال الإصلاح المدعية والتعيسة لا تبدأ إلا باقتراب موعد الانتخابات المحلية، مما يجعلنا نتساءل هل هناك ورشات تُوقع ثم يدخرها المجلس لحين موعد ما، خدمة للمصالح الانتخابية؟

لم يبق على الانتخابات المحلية إلا بضعة أشهر، وخلال هذه الفترة سنرى المسرحية المعهودة التي أكل الدهر عليها وشرب، وسيبدأ أعضاء المجلس الحالي بمحاولة استرجاع ثقة الناس الشرفاء منهم طبعا، لأن في "سيدي علال التازي" فئة تستفيد من بيع ضمائرها فلا يهمها المصلحة العامة ما دامت أنها تقضي مصلحتها الشخصية، مع العلم أن هذا البعض قد ينال وعودا ولا يتحقق منها شيء، إلا ما سمعه من "تقرقيب الناب" أثناء الحملات الانتخابية.

إن جماعة "سيدي علال التازي" تحتاج في عهد الحكومة الجديد والدستور الجديد إلى رئيس جديد يشق بها طريق الإصلاح والتنمية التي هي كلمة نسمع عنها فقط، ولا أثر لها في ساحة هذه القرية المهملة؛ نعم تحتاج رئيسا يسير مجلسا جماعيا قادرا على تحمل المسؤولية، بعيدا عن الرياء وحب الظهور للعامة بمظهر المتزعم لكل الأعمال، لينال التصفيق والثناء، والبطولة المزيفة.. وهذا الأمر لن يتأتى إلا بأهم شيء وهو أن يعي المواطن بأنه هو من يصنع المسؤول، مما يتحتم عليه أن يحسن ويختار بقناعة تامة، لا أن يرشح نفس الوجوه التي تصاعدت روائح فسادها، فأزكمت الأنوف، وأدرك الكل أنها لن تصلح ولو قدمت كل الوعود، أو حتى أقسمت طواعية بغلاظ الأيمان داخل بيت الله، كما عادتها في السابق.

فهل سيستيقظ أحياء "سيدي علال التازي" مع هذه التجربة الجديدة وفي ظل التحولات التي تشهدها الساحة السياسية المغربية، أم أن أموات تلك المقبرة أقرب إلى الاستيقاظ منهم؟

على الهامش: (المقال كنت أرسلته لهسبريس ولم تنشره لأسباب لا أعلمها، ربما هي تهتم فقط بهزيمة المنتخب الوطني، وبالمحروقين، وبنقد الحكومة الجديدة..)
أبو حسام الدين

26 التعليقات:

إظهار التعليقات

إرسال تعليق

لا بأس أن تخالفني الرأي بأسلوب هادئ، فكل رأي يحتمل الصواب والخطأ.

 
Free Web Hosting