الجمعية الإنسانية لذوي الاحتياجات الخاصة تأسست بتاريخ 29-11-08 بسيدي علال التازي، وقد شقت طريق عملها بجد ونضال من أجل إدماج فئة المعاقين في المجتمع وذلك بأشكال الأنشطة التي تقوم بها، والتوعية التي تحاول أن توفرها لهؤلاء الذين نعتبرهم جزءا من سكان سيدي علال التازي وما جاوره من قرى، وبما أن هذه الجمعية هي تجربة أولى في المنطقة، ولم يسبق لأي نشاط تناول هذا الجانب الهام، ولا اهتم به، طيلة بداية تأسيس العمل الجمعوي بسيدي علال التازي، وبناءً عليه فإني في هذا الحوار أستضيف السيد محمد العرايشي رئيس الجمعية الانسانية للمعاقين ومؤسسها الأول وصاحب الفكرة. وهي فرصة ليحكي لنا عن تجربته وتجربة جمعيته، وكذا المعيقات التي تعترض الطريق، والأهداف من الجمعية وأشياء أخرى...
مرحبا بك سيدي محمد في هذا الحوار الذي أرجو أن يقربنا منك أكثر..
أولا شكرا على هذه الاستضافة الطيبة، ولو أنها بدون شاي :) ومع هذا أنا متأكد أنها سوف تكون ممتعة وكيف لا وأنا مع المدون الحبيب سيدي رشيد. وهذه مناسبة كي أبارك للقراء الأفاضل ذكرى مولد خير الورى.
وعودة إلى السؤال سيدي رشيد، الفكرة كانت قيد الطرح قبل التأسيس بما يقارب سنتين، ولأن الحاجة أم الاختراع لكوني معاق من بين المعاقين الذين يمثلون نسبة لا يستهان بها من ساكنة المنطقة فقد جاءت الفكرة هكذا.
وقد انخرطت في أكثر من جمعية بدون ذكر الأسماء، ومع الأسف لم استفد من أنشطتها لسببين أولهما البعد من مدينة القنيطرة وتعلم صعوبة تنقل شخص معاق بين منطقتين متباعدتين...
والثاني: عامل البعد كذلك من مكتب الجمعية. أما تأسيس جمعيتنا فقد جاء لعدة أسباب منها: زيادة ونمو نسبة المعاقين بسيدي علال التازي والدواوير المحيطة به، والمحاولة في تقريب الخدامات كيفما كان نوعها إليهم.
أما عن التجربة، فقد سبق لي شرف تأسيس مجموعة الأحبة للإنشاد والامداح النبوية وكانت هذه أخر تجربة غنية بالمعاني ...
- تأهيل الأشخاص المعاقين في ميدان الصناعة الحرفية ، والفلاحة .
- العمل على حصول الجمعية على مقر محلي للتربية والتكوين والترويض.
- بث روح التواصل والتعاون مع باقي الجمعيات والهيئات والمنظمات والمؤسسات ، وإقامة اتحادات وتوآمات محلية ووطنية ودولية مهتمة برعاية وإدماج الشخص المعاق .
- العمل على نمو ثقة الطفل المعاق بنفسه وعلى نمو قدراته الأساسية في الميدان التعليمي والتربوي والاهتمام بالجانب المهاري للطفل المعاق .
- العمل على الحد من الهجرة القروية والعمل على خلق الهجرة المعكوسة ومحاربة الفقر والأمية لدى الأشخاص المعاقين ودفعهم نحو الحياة الطبيعية ورعايتهم وإدماجهم في المجتمع .
- محاربة جميع أنواع الاستغلال والتهميش وتكريس حق المعاق في المساواة وتكافؤ الفرص .
- الحرص على تقديم مساعدات طبية وحملات صحية عبر التعاقد مع أطباء وصيادلة في هذا الشأن للأشخاص المعاقين وغيرهم . وأهداف أخرى كثيرة.
بالنسبة لقولك هل نالت استحسان الناس أقول: اهتمامنا ليس برأي الناس بل هو بأخي المعاق، ومن يؤمن بفعل الخير لا ينتظر كلمة شكر.
• حسنا، وهل صادفتكم معيقات أو عقبات في تأسيس الجمعية، وهل ساندتكم إحدى الجمعيات الأخرى محلية أو غير محلية، وهل ساعدكم في إنشائها أحد؟
لا أبدا، فطريق التأسيس سهلها الله سبحانه ، وهو تعالى: اذا أراد شيئا إنما يقول له كن فيكون، الله يسهل على العباد الضعفاء .
• سبحانه وتعالى. ما هي العراقيل التي مازالت تعترض طريق جمعيتكم؟
تفعيل القوانين الخاصة بالمعاقين في البادية كما في المدينة، والمساواة بين الجمعيات التي تعمل في مجال الإعاقة...
• هل تدعمكم إحدى مؤسسات الدولة؟ هل المجلس الجماعي يساندكم، ويقدم دعمه؟
وزارة التمنية الاجتماعية والأسرة والتضامن هي من تعيننا ببعض الكراسي لفائدة المعاقين، لكن ذلك يبقى جد ضعيف مقارنة مع الاحتياجات المكتظة..
أما المجلس الجماعي فبدون "تعليق"، أو في شهر 6 سوف أجيب عن هذا السؤال هههه
• هههه يعني بعد الانتخابات الجماعية، طيب سأنتظر الجواب. هل الجمعية استطاعت أن تقوم بدورها، وأن تحقق بعض أهدافها على أرض الواقع؟
نسبيا الحمد لله مع العلم أن الجمعية تعمل مجانا ليس حالها مثل الوزارة المكلفة بالمعاقين وبصراحة خدمة المعاق صعبة الرضا..
• بصفتك رئيسا للجمعية وقريب إلى لذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك بحكم إعاقتك، فما هي مطالب الإنسان المعاق؟
أن يقضي شهر العسل في جزيرة هواي هههه.. طبعا، وطبعا العيش الكريم..
أما معاناته، فطبعا أكثر من معانات الأشخاص الأسوياء ؟
• ما هو الإحساس الذي قد تصوره لنا؟
الجواب سهل، عش يوما كاملا كأنك معاق في كرسي متحرك سوف تعرف الجواب.
• بضدها تضح الأشياء. وهل تشكل لك الإعاقة الحركية عراقيلا في العمل الجمعوي؟
أنا عندي شلل نصفي وليست إعاقة حركية.
وطبعا لا يشكل لي ذلك عائقا... فانعدام الارادة هي الإعاقة.
• صدقت. طيب، أغلب الناس ضاعت ثقتهم في الجمعيات بحكم أن معظمها استغلالي فقط، فهل استطعتم أن تعيدوا ثقة الناس؟
نعم ولله الحمد، والدليل هو أن عدد منخرطينا يزيد على المائتين وهناك من كرر بطاقة الانخراط لثالث مرة وعمر الجمعية 3 سنوات كما تعلمون.
• ما شاء الله. طيب، ما هي رؤيتك الخاصة للعمل الجمعوي بسيدي علال التازي وباقي القرى المجاورة، كيف تراه؟
العمل الجمعوعي بسيد علال التازي وما جاوره شبه منعدم، أكاد أقو لك أنه لا وجود للعمل الجمعوي بمفهومه الحقيقي، فالجمعيات تحمل أسماء فقط ولا عمل.
• وأخيرا في كلمة أخيرة، ماذا تقول لكل معاق انعزل عن المجتمع، ولم يحاول الاندماج؟
الاعتزال ليس خاصا بالأشخاص المعاقين فقط فهو قد يشمل حتى الأصحاء. ونصيحتي لإخواني وأخواتي المعاقين إن الله يحب المسلم القوي. وإن الإعاقة طاقة ... وبدل أن تلعن الظلام أوقد شمعة.
في النهاية أشكر السيد محمد العرايشي على تقبله هذا الحوار، وأتمنى له ولجمعيته النجاح والتقدم، ومع التحية والتقدير.
إرسال تعليق
لا بأس أن تخالفني الرأي بأسلوب هادئ، فكل رأي يحتمل الصواب والخطأ.