أعيد نشر مقتطف من تلك التدوينة لأني أرى أن الأحداث التي تشهدها الساحة العربية تحتاج منا للتأمل، وتحتاج منا أن نعيد ترتيب أفكارنا لنفهم أن العنف كما أنه وليد أفراد، فهو كذلك وليد مؤسسات و دولة. كما أنشر مقطعا من مقال الصديق الأستاذ بدر الحمري المنشور على هسبريس، الذي يتكلم فيه عن العنف الرسمي بنظرة الفلاسفة الاجتماعيين، وأين تكمن مشروعيته؟
إنه كان ظلوما جهولا
كلما وجهت نظري إلى السماء عرفت أن الحياة أوسع وأرحب من أن يجعلها أحد ضيقة، فالسماء بزرقتها وصفائها البلوري، تحمل العجيب من أشكال الحياة وتضم كثيرا من الأجسام تجري في فلك منسق، بنظام دقيق، وتسير إلى مستقر لا يعلمه غير رافع السماء.
نعم قد تتسع الحياة للجميع، لكل أنواع البشر وكل أجناسهم وألوانهم...عيبنا أحيانا أننا نجعل كل واسع ضيقا فنخنق أنفاسنا وأنفاس غيرنا.
آثام كثيرة نجنيها من نظرتنا القاصرة ومن أنانيتنا التي لم نستطع أن نجتث جذورها من أعماقنا، فنَظلم ونُظلم ونَهزم ونُهزم.
كثيرا ما يراودني سؤال غريب هو ماذا تغير في الإنسان منذ أن كان يعيش في الهمجية المطلقة، حين كان يعيش في العصور التي سبقت ما قبل التاريخ منذ كان يتهجأ لغة الحياة... ترى ما الذي تغير في هذا المخلوق الذي اعتبره البعض مخلوقا قابلا لنشوء والارتقاء؟
أرى أن بداخل كل واحد منا لا يزال يعيش ذلك الإنسان البدائي الذي كان يقتل ويظلم من أجل أن يعيش، تحكمه نزعته الشهوانية وتقوده إلى التسلط والامتلاك. ورغم كل التقدم والتحضر فالأنانية سيطرتها أقوى. لمزيد من القراءة..
سؤال الدولة ومشروعية العنف
الظلام لا يوجد إلا في أنفسنا، أما الحياة فهي مليئة بالحياة وعالية بالنور !
غير أن أشد ما تعاني منه الشعوب العربية في وقتنا الراهن هو: العنف الرسمي؛ كأقوى سبب يمكن أن يغير خارطتها ويحولها إلى جحيم قبل عشرات السنين أخبرنا الفيلسوف الإنجليزي توماس هوبز أن الحالة الصريحة التي كان عليها الإنسان قبل تأسيس الدولة، بمعناها الحقوقي والعادل والضامنة لحقوق الأفراد الذين ينتمون إليها، هي حالة حرب الكل ضد الكل، كان فيها الإنسان ذئب لأخيه الإنسان، حيث القوي لا يرحم الضعيف ولا يحترم حياته. وإن تأملا بسيطا في الغليان الذي تشهده الدول العربية يجعل كلام توماس هوبز ينطبق بشكل واقعي على حاله، وإن اختلفت وسائل الظلم وطرقه وأشكاله؛ فمن المعلوم أن أساليب العنف تطورت بتطور العقل العلمي ! بل إن العنف الرمزي، الذي لا يترك أثرا ماديا على جسد المعنف، أصبح في المراتب الأولى؛ إلا أن آلة القمع الرسمي العربية، يبدو أنها لا تفرق بين عنف رمزي وعنف مادي في الدفاع عن وجودها، وعن مصالحها الخاصة أو المقربة إليها بل إنها لا تجد حرجا في أن تمزج بين العنف المادي والرمزي ضد المواطنين المطالبين بأبسط شروط العيش الكريم كما هو الحال في ليبيا وسوريا واليمن، والمغرب ليس بعيدا عن الاستثناء خصوصا ما حدث يوم 22 و29 ماي 2011 من قمع لكل المسيرات والوقفات الإحتجاجية المطالبة بالإصلاح، والقضاء على الفساد في أكثر من 80 مدينة وقرية مغربية، ويبدو أن توالي أشكال العنف التي تمارسه الدولة عبر أجهزتها المخزنية لا يبشر بالخير على المستوى القريب خصوصا إن تطور العنف وسقط على الأقل « شهيد » واحد .. لمزيد من القراءة..
إرسال تعليق
لا بأس أن تخالفني الرأي بأسلوب هادئ، فكل رأي يحتمل الصواب والخطأ.