3:44 م
رشيد أمديون
أن تتحول وسائل الإعلام إلى بوق تدعو من خلاله الشعب للتصويت بصفة عامة هذا أمر مطلوب وجميل؛ وحتى إن دعت إلى التصويت بنعم فهذا قد لا أنكره شخصيا، فالديمقراطية تفتح المجال أمام الكل أن يقول ما هو مقتنع به، لكن في المقابل لابد أن يفتح المجال لمن قال "لا" أن يعبر عن رأييه لماذا "لا"؟
أن تخرج بعض الأحزاب السياسية التي اقتنعت بالتعديلات الدستورية الجديدة إلى الشارع فتنشر "نعم" في كل مكان، وتطبل وتزمر.. هذا السلوك قد لا أرفضه مائة بالمائة رغم ما فيه من مبالغة.. كما يتخذه بعض الذين يرغبون في ترشيح أنفسهم في الانتخابات المقبلة فرصة للإعلان عن دعايتهم، فهي إذا دعاية سابقة لأوانها.
أن ترى سيارة الأجرة تحمل في زجاجها الخلفي كلمة نعم.. لا بأس، فذلك تعبير عن موقف.. وإن كان سائقها لم يطّلع حتى على نصف فصل من الدستور.
كل هذه الأشياء قد لا أستنكرها بقوة، ولكن أن تتخذ المساجد يوم الجمعة منبرا لخدمة اتجاه واحد. أن يقال للمواطنين سوطوا بنعم أو قولوا نعم للدستور الجديد فهذا أمر أخر أرفضه بشدة، وهذا يجعلني كمسلم وكمواطن مغربي أسأل ألف مرة بعد خطبة الجمعة هل نعم واجب شرعي؟ أم أن التصويت هو واجب وطني؟
"فسبحان من جعل سياسة نعم من الدين!".
إرسال تعليق
لا بأس أن تخالفني الرأي بأسلوب هادئ، فكل رأي يحتمل الصواب والخطأ.