تعتبر قرية "
سيدي علال التازي" من القرى المغربية التي كانت تعرف بأنها واحة للاستراحة لجميع المسافرين والسياح الأجانب، وبحكم موقعها الجغرافي الذي تميزت به، بحيث تقع على الطريق الوطنية رقم (01) الرابط بين الرباط وطنجة، فكانت القرية استراحة لكل مسافر على هذه الطريق سواءا الأتي من الشمال إلى الداخل أو العكس، إضافة إلى أن المنطقة كانت تعرف بجودة في اللحوم فتميزت بهذا وداعت شهرتها، إلى أن تم تأسيس الطريق السيّار سنة 1996 الذي ربط بين مدينة الرباط وطنجة، فاهتز اقتصاد القرية، كما اهتز اقتصاد مدن أخرى غيرها مثل سوق الأربعاء الغرب.
ولا يخفى على كل مار على هذه القرية أن يجد في مدخلها قنطرة قديمة يعود تاريخ بنائها إلى عهد المستعمر الفرنسي حين كان اتخذها ممرا للسكة الحديدة الرابطة بين الشمال والغرب، وقد علمت من الناس الذين عاصروا الحقبة أن "سيدي علال التازي" كان يسمى ب "لاكار la gare - " أي محطة للقطار.
هذه القنطرة التي شيدها المستعمر سنة 1921 صارت بعد عهد المستعمر تربط وسط المغرب بشماله، وقد صمدت هذه المنشئة التاريخية كل هذه السنين ولازالت تؤدي وظيفتها.
غدا إن شاء الله ستستقبل قرية سيدي علال التازي زيارة السيد والي جهة "الغرب شراردة بني احسن" وذلك من أجل وضع حجر الأساس لمشروع بناء قنطرة جديدة بجانب هذه القنطرة التاريخية، وكذا إفتتاح ملعب لكرة القدم المنتهية أشغاله بنفس المنطقة، وسيتزامن هذا مع الذكرى الوطنية وهي المسيرة الخضراء 6 نونبر.
فهل يا ترى ستؤدي القنطرة الجديدة التي سيتم بنائها نفس الدور الذي أدته الأولى، وهل ستصمد ولو نصف التاريخ الذي صمدته قنطرة الاستعمار؟ أتمنى ذلك.
تصوير: أبو حسام الدين
إرسال تعليق
لا بأس أن تخالفني الرأي بأسلوب هادئ، فكل رأي يحتمل الصواب والخطأ.