7 قراءة في كتاب جيدالا


     هذه قراءة - بسيطة ومُلخصة - في كتاب الأخ د. مصطفى سيـــف الدين الذي يحـتوي علــى قصتين بعنوان: جيـــدالا ومـيـن.(للتحميل)
وقد رأيت أن أنشر هذه القراءة هنا رغبة في تشجيع هذا الكتاب الالكتروني ودعمه لكونه يضيف إلى التدوين العربي شيئا جديدا.

      "جيدالا ومين" قصتان نبعتا من خيال الكاتب الخصب. ولا غرابة في ذلك، فقد عهدته واسع الخيال، متقد الفكر، يُجيد ابتكار الأحداث بشكل يميل إلى الخيال العلمي.
بعد قراءتي للقصتين على التوالي وفي نسق واحد تبينت لي قدرته على خلق الشخصيات الأسطورية، وكذا المحيط الخيالي ، ويضفي على القصة طابع الواقعية محاولا إقناع القارئ أن ما يحكيه ليس خيالا بل قد يكون حقيقة تراه العيون، وذلك باعتماده على الرمز الذي يحيل على ما يوازي أحداث الواقع السياسية أو الفكرية والاجتماعية، أو تعبيرا منه عن رأيه داخل القصة مشيرا للواقع بالتصريح أو التضمين أحيانا.
"جيدالا" و"مين"، تعالج قضية الخير والشر، والتدافع الذي بينهما منذ الأزل إلى أن تقوم الساعة، وطبعا هذه الفكرة ليست وليدة اليوم فحسب، فأغلب الفلسفات والأساطير القديمة تعالج هذه المسألة، ابتداءً بالثقافة اليونانية إلى البوذية وطبعا نفس الشيء سنجده في المعتقدات الفرعونية، وغيرها... حاول الكاتب في "مين" المزج بين التاريخ والحاضر مستمدا من الأول القوة: (الشخصيات، والمعتقدات)، ليرسل رسائلا قوية تفيد أولِي النهى، من ضمنها (أي من ضمن الرسائل): الغلبة لأصحاب الطهر والنقاء الروحي... لكنه لم ينف أن الشر لن يعود، بل أكد ذلك في وجود الصندوق الذي إن وقع في الأيدي العابثة سيعود الشر وتتكرر القصة والأحداث... هذا ضمنيا يُحيل على أن الشر في الأرض لن ينقطع، وسبل الإصلاح مطلوبة وضرورية، أو ما أسميتُه أنفا سنة التدافع، وهذا المفهوم هو نفسه يوجد في سياق الخطاب القرآني: ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين).
لم تخلُ القصتان من الجانب العاطفي والحسن الإنساني الرفيع (الحب، الاشتياق، الأحلام، الأمل، تواصل الأرواح...) الذي هو عنصر مهم في حياة البشر، فجفافه يعني موت الباطن، ولهذا كان وجوده أمرا جوهريا.
25/04/2012

7 التعليقات:

إظهار التعليقات

إرسال تعليق

لا بأس أن تخالفني الرأي بأسلوب هادئ، فكل رأي يحتمل الصواب والخطأ.

 
Free Web Hosting