42 لحظة تأمل

 الصورة منقولة من هنا

يقترب عيد الأضحى ويحل وقت الاستعداد له بصنع الحلويات وشراء ملابس العيد للأولاد وغير ذلك من الأشياء التي ترافق هذه المناسبة الكريمة، كما يستعد كل رب أسرة لشراء كبش العيد، فالخروف يعتبر بالنسبة للجميع هو العيد بالتحديد وبدونه لن يكون لهذا الوافد طعم أصلا؛ هناك من أرباب الأسر من يرعبه قدوم عيد الأضحى، فليس الكل يملك ثمن شراء الخروف؛ حالات كثيرة فقيرة لا تملك إلا قوت يومها، وطبعا تحتم عليها الظروف الاجتماعية  جمع ثمن الكبش، ولو أن تصل إلى حالة الاقتراض، وليس جميع الفقراء يجدون من يقرضهم، هناك من تغلق الأبواب في وجهه ولا يجد إلا الحسرة حليفه، فيُشرب طعم الفقر لأولاده علقما بدل أن يفرحهم بخروف العيد.
كلنا يعلم أن الأضحية سنة مؤكدة- طبعا هناك من الفقهاء من يعتبرها فرض- ورغم هذا سواءا كانت سنة أو فرض فقد قال الله تعالى: (وما جعل عليكم في الدين من حرج) فالإسلام بسماحته لا يجعل الحرج على العباد، فمن لم يستطع فلا حرج عليه؛ لكن هنا المسألة تختلف اختلافا كبيرا حين تتحول أضحية العيد من شعيرة دينية تعبدية إلى واجب اجتماعي مقدس! هناك أسباب تجعل المفاهيم تنقلب هكذا ومن بينها: إصر الزوجة على زوجها أن يبيع أي شيء ليشتري متطلبات العيد، أوحين تذيقه معزوفة الشتم صباحا ومساءا، في دخوله وفي خروجه..! فما يكون الحكم ساعتها؟ وكيف يكون الوضع إن أضفنا إلى المشهد بكاء الأطفال الذين هم من طبعهم أنهم يحبون أن يحتفلوا بالعيد بأن يروا الخروف ويلاعبوه؛ كيف تكون حالة الأب تحت صراخ زوجته وبكاء أطفاله لرغبتهم في أن يكونوا كأطفال الجيران، إضافة إلى شعوره بالحرج أمام المجتمع والناس.


أبو حسام الدين



42 التعليقات:

إظهار التعليقات

إرسال تعليق

لا بأس أن تخالفني الرأي بأسلوب هادئ، فكل رأي يحتمل الصواب والخطأ.

 
Free Web Hosting