ما خصائص ومميزات هذه الساحة وماذا تمثل بالنسبة لمدينة مراكش خاصة وللمغرب عامة؟ أمور سنتعرف عليها من خلال هذا الموضوع إن شاء الله.
تعتبرساحة جامع الفنا المقصد الأول لكل زائر فلا تكتمل زيارتك لمراكش إن لم تمر بساحة الفنا وتستمتع بضجيجها وبدخان مأكولاتها المتنوعة... هذه
الساحة هي قلب مراكش النابض هي محج لجميع سياح العالم، فيها تجد كل الجنسيات المختلفة، وكل شيء عن ثقاليد وتراث المغرب.
تعتبر الساحة نقطة التقاء بين المدينة والقصبة المخزنية والملاح، تأسست في عهد المرابطين الذين أسسوا مدينة مراكش كما سبق الذكر، وقد صنفتها منظمة اليونسكو ضمن التراث الشفوي الإنساني سنة 1997.
تضم هذه الساحة أشكالا من الفنون الشعبية التي تعبر عن الثقافة الشعبية المغربية بكل ألوانها المختلفة، عربية وأمازيغية وصحراوية، كما تضم حلقا لرواة الأحاجي، والقصص، أو ما يسمى في الشرق "بالحكواتي" وحلقا للضحك والترفيه ، وحلقا لمروضي الأفاعي، ومروضي القرود، وحلقا للغناء الشعبي، و الموسيقى والطرب كذلك بأشكاله المتنوعة التي يعرفها المغرب، وكل أصحاب هذه الحلق يكسبون قوت يومهم من الدراهم التي يجود بها السياح والمتفرجين، وليس لأغلبهم كسب إلا ذلك. كما توجد بالساحة واشمات -نقّشات- الحناء، اللواتي يتقن جميع اللغات بحكم الاحتكاك بالسائحين. وتوجد كذلك ألعابا بهلوانية ورياضية، يعتمدوا لاعبها على الرشاقة والخفة، مثل التي نشاهدها في ألعاب السرك
وفي نفس الساحة عربات كثيرة مصطفة بشكل مرتب: هذا الصف خاص بالمأكولات المختلفة والمتنوعة ومن بينها الطنجية المراكشية والتي تتميز بها مراكش عن باقي المدن المغربية، والصف الثاني عربات عصير الليمون والبرتقال وغيره، والثالث لبيع التمر والزبيب والمكسرات بأشكالها وأنواعها، وبعد ذلك تجد بجانب الساحة محلات تجارية يضمها سوق كبير جدا لمختلف الأشياء من اللباس العصري والتقليدي، والتحف المغربية المزخرفة والأشياء المصنوعة من الجلد وغيرها كثير وكثير..
تكونت الحلقة منذ زمن قديم منذ كان الناس يميلون إلى الفرجة والمتعة، وفي عصر لم يكن فيه لا مسرح ولا تلفاز ولا حتى الراديو... للحلقة جذور تاريخية في بلد المغرب، هم الذين يسمون صناع الفرجة، وكثيرا ما تسمع قصص الأولين من أفواه الحكواتي مثل قصة عنترة ابن شداد وسيف بن ذي يزن وحكايات ألف ليلة وليلة، وغيرها..
كثير من المسرحيين المغاربة من اعتمدوا على فن الحلقة لتنمية إبداعاتهم المسرحية، فهي قد تعتبر المرجع والملهم للكثيرين، كما هي مجال برزت فيه عدة مواهب فنية.
أوشكت الحلقة اليوم على الإنقراض لأنها لم تعد تستهوي شباب العصر، وطبعا قد يرجع عامل ذلك إلى أن وسائل الفرجة صارت متوفرة للجميع، وصار الحكواتي موضى قديمة.
إرسال تعليق
لا بأس أن تخالفني الرأي بأسلوب هادئ، فكل رأي يحتمل الصواب والخطأ.