3 لحظة ترحيل الفكر


من بين أكبر المشاهد في تاريخ الفكر العربي الإسلامي التي توقف عندها المفكرون بالتحليل، هو مشهد ترحيل جثمان ابن رشد من مراكش إلى الأندلس، إذ أن هذا المشهد بعينه يحتاج نظرة عميقة وتأملا، كما تأمله الشاهدون عليه. فحين وضع تابوت جسد الفيلسوف على الدابة من جهة ومؤلفاته في الجهة المقابلة لضبط التوازن، كان يحضر هذا الموقف كلا من الفقيه محمد بن الجبير، وابن عربي الصوفي، وناسخ الكتب أبو الحكم الذي قال حين شهد الموقف:
«ألا تنظرون إلى من يعادل الإمام ابن رشد في مركوبه؟ هذا الإمام وهذه أعماله»
لكن ابن عربي نظر بعين الصوفي الذي يحمل قلقا معرفيّا، فأنشد قائلا:
هذا الإمام وهذه أعمـالــــه * يا ليت شعري، هل أتت آماله؟
فالترحيل كان للفكر والفلسفة من أرض المغرب إلى ما وراء البحر المتوسط، والتأمل من لدن ابن عربي كان في ما قد يكون ابن رشد وصل إليه بالنظر العقلي لإدراك الحقائق.
رشيد أمديون

3 التعليقات:

إظهار التعليقات

إرسال تعليق

لا بأس أن تخالفني الرأي بأسلوب هادئ، فكل رأي يحتمل الصواب والخطأ.

 
Free Web Hosting