مرحبا، بداية أود أن أشكر صديقي المدون رشيد أمديون على حفاوة استقباله وكرم ضيافته، وعلى ما يبدله دون كلل أو ملل للتعريف بالأقلام الغرباوية التي تزخر بها المنطقة وخاصة في الميدان الأدبي والفني.
أما فيما يخص الجواب عن سؤالك فأقول: حميد الراتي هو من مواليد 1977 بمدينة القاص المغربي صاحب " العربة" الراحل محمد زفزاف، مدينة سوق أربعاء الغرب، تلك الصغيرة القابعة شمال القنيطرة، يحدها غربا شاطئ مولاي بوسلهام الرئة الوحيدة التي تتنفس من خلالها عبق النسيم العليل خلال قيظ الصيف، عازب، لكنه عَقَدَ قِرانه مؤخرا بفتاة جميلة اسمها القصة القصيرة، مُعَطل، لكنه لا وقت لديه للعب الضومينو أو (الكارطا)، مصاب بمحنة القص، يقترف يوميا وبشغف طفولي تسكعه بين ردهات الكتابة.
نشرتُ العديد من التياعاتي القصصية على صفحات الجرائد الورقية وخاصة جريدة " الصباح" التي فتحت لي مشكورة باب النشر لمدة سنة، والمجلة الفكرية " منار الهدى" ثم العديد من المواقع الالكترونية كموقع الكاتب المغربي عبد الحميد الغرباوي " المحلاج"، وموقع الفوانيس القصصية.. كما حضرت لمجموعة من الملتقيات الوطنية، وخاصة الملتقيات التي تنظمها جمعية " النجم الأحمر" بمشرع بلقصيري الخاصة بالقصة القصيرة.
ـ الجائزة الأولى في مسابقة نادي الجسر للإبداع الأدبي سنة2002 .
ـ الجائزة الأولى في مسابقة جمعية زفزاف للقصة القصيرة سنة 2009.
ـ الرتبة الرابعة في جنس القصة القصيرة حسب المسابقة العربية الكبرى لموقع نص سنة 2010.
ـ الرتبة الأولى في المسابقة الثانية لمنتدى تجمع ناشرون، للقصة القصيرة 2011.
ـ الرتبة الأولى في المسابقة الثالثة لمنتدى تجمع ناشرون، للقصة القصيرة 2011.
ـ الرتبة الأولى في المسابقة الإبداعية لمنتدى همس الوجدان للقصة القصيرة 2011.
ـ الرتبة الثالثة في المسابقة الرابعة لمنتدى تجمع ناشرون للقصة القصيرة 2012.
ثم عن " دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر" بالرباط صدرت لي هذه السنة (2012)، أضمومة قصصية موسومة ب: تنوء بحلمهم.
القاص هو كائن إنساني يدب على أرض شبه يباب، يأكل الخبز ويشرب الماء، يتزوج، ينجب، يخطئ، يرفرف بجناحيه عبر بساط السماء كسندباد، يتنقل بين زقاقات وطنه الذي يسع العالم، بخطوات ثابتة، ينظر إلى المشهد بعين ثاقبة ـ وهذا دوره ككاتب ـ، يحلل ويناقش، ثم يطرح فكرة أو حكاية ولا يشترط فيها أن تكون سعيدة، قد تنتهي بعلامة استفهام، أو بتعجب، أو بحزن، أو بابتسامة، وقد تترك للقارئ.
أما الرواية، فهي كذلك، نص أدبي سردي أوسع من القصة في أحداثها وشخصياتها، يمتد فيها الزمن وتتعدد فيها العقد، مضامينها متعددة منها التاريخي والاجتماعي والعاطفي والنفسي والفلسفي. الرواية وأكأنها في نظري أشبه ما تكون بمجموعة من القصص المتفرقة متشابكة في نص واحد، لها حصيلتها المحترمة والدائبة، مستفيدة من التجارب العالمية نقدا ومتابعة، وللمنشورات القصصية محافلها العربية والعالمية كذلك.
غالبا ما أختار المساء لفعل الكتابة، فالليل ذو شجون، وملاذ المحترقين، ما يهمني في الأخير هو سفري المتوحد عبر الفكرة التي أود تصويرها ومعالجتها بعيدا عن صخب الشارع.
من ذاكرة واقعي وارتباطي الوثيق بما يحيط به من آلام ونزف.
من المجتمع، من الأسرة، من الشارع، من الحافلة، من السوق، من خلوات أمارسها معي..
في عصر السرعة الذي نعيشه تحت ضغط الآلة الحديثة وما أفرزته من تداعيات، تراجعت مستويات المطالعة الورقية خلال الآونة الأخيرة، فالنصوص الالكترونية خاصة منها القصيرة أصبحت ـ رغم عدم متابعتها نقدا وتشجيعاـ متداولة بين مجموعة من الكُتاب الشباب عبر المواقع والمدونات، وذلك على حساب المنشورات الروائية على الانترنيت، أما الورقية فحدِّث ولا حرج، حيث أهمل الكتاب الورقي لدرجة النسيان.
لا أخفيك سرا، وأرجوا ألا تبوح بهذا السر لرفيقتي: القصة القصيرة، فقبل أن أكون مبدعا، أنا عاشق للمطالعة بامتياز، بل أطالع بطريقة جنونية لسبب واحد، هو إحساسي بأن الكتاب الورقي يحس بي، يشّم رائحتي، يكلمني بلغتي ومستواي الفكري والنفسي، ينصت لخلجاتي، أقرأ بنهم الرواية منذ سنوات، وخاصة للأسماء المعروفة الحاصلة مؤخرا على جوائز البوكر وجوائز نجيب محفوظ وجائزة الشارقة لليونيسكو..
أذكر أنني خلال سنة 2010 التهمت أكثر من 50 عنوانا روائيا ورقيا، وفي سنة 2011 أكثر من 40 كتابا..
أما بخصوص شقك الأخير من السؤال، فعلى حد قول الناقد الدكتور نجيب العوفي، خلال حواره مع مجلة "طنجة الأدبية" عدد 28: "الوقت الآن يتحرك لصالح القصة القصيرة أكثر مما يتحرك لصالح الرواية ".
هناك معاناة كثيرة تتخبط فيها شلة الشباب المبدع وخاصة ببلادنا المغرب، منها على سبيل المثال لا الحصر:
- عدم تشجيع وتوجيه المبدعين الشباب نحو أهم المستجدات المتخصصة في هذا المجال.
- افتقاد المبدع إلى المتابعات النقدية التي تهتم فقط بجنس الرواية، واقتصار الأطروحات النقدية فقط على الأسماء المعروفة والتي ضخمها الإعلام، ونفخ فيها بطريقته المِهَنية المُهينة.
وتحية احترام وإبداع للجميع.
• شكرا لك أستاد حميد، وقد سعدت بهذا الحوار الطيب، والمفيد. وتحية تقدير لشخصكم الكريم.
إرسال تعليق
لا بأس أن تخالفني الرأي بأسلوب هادئ، فكل رأي يحتمل الصواب والخطأ.